الإسلام " عقيدة وشريعة".
لقد نظم الإسلام علاقات البشر الخاصة و العامة.
نعم فقد نظم و بيَّن علاقة العبد بربه ،واتصاله به ، وآدابه معه سبحانه و تعالى..
بيّن و نظم أنواع التصرفات و المعاملات في حياة البشر سواء في باب العقائد أو التشريعات أو المعاملات .
نظم العلاقات بين الناس في أسواقهم ، و أشغالهم ، و أشغالهم ، وأسفارهم ، وشوارعهم ، بل حتى في بيوتهم ، موضحا ما للآباء من حقوق وما للزوجة وما للإخوة والأولاد، كل هذا من أجل أن تحيا البشرية في دنيا يسودها الأمن والأمان .
فيكون الإسلام بهذه الأحكام والتشريعات وخاصة التي سنّ بها المعاملات وآدابها ، أعطى كل ذي حق حقه ، بالقسط والعدل والإنصاف.
بعد هذا كله يأتي من يهرف بما لا يعرف، و ينعق بما لا يسمع ، يرمي الإسلام و يتهمه بالجهل ، و بأن نظمه غير كافية للحياة المدنية ، و التقدم الحضاري المزعوم ، ويطالب باستبدال قوانين وأنظمة الإسلام العظيم ،أو تطعيمها ،بشيء من القوانين البشرية الوضعية المصطنعة من زبالة أذهان البشر العفنة .
يريدون بذلك حكم الجاهلية الأولى
حكم الجاهلية التي تبح سفك الدماء، وقتل الأبرياء ، وأيموا النساء ، واستعباد الفقراء .
حكم الجاهلية التي تبيح للآباء وأد بناتهم ، بل إننا نرى اليوم في عصر الذرة و الإنترنت بعض الدول التي تزعم الرقي والحضارة المزعومة حين يموت الفرد من أفرادها يأمر القانون لديهم بحرق أمواتهم ونسف رفاتهم .
حياة القوي يأكل الضعيف
الحياة التي تبنى على قاعدة '' كن ذئباً قبل أن يأكلك الذئاب ". هذه هي شريعة الغاب وحكم الطاغوت .
هذه هي الشريعة التي يبغيها هؤلاء المجرمون والتي يرونها ملائمة للوقت الحاضر، بل الصالحة لمقتضيات الحياة الحديثة ، والأوضاع المتجددة في نظرهم .
هؤلاء الذين شرعوا البرلمانات والمنظمات لتشرع للناس مالم ينزل به الله سلطانا ، وهؤلاء هم الخبثاء الذين قال الله فيهم: وإذا قيل لهم تعالو إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ألم تر يا محمد إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من المنافقين ، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبلك من أهل الكتاب يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله ، يعني بذلك : وإذا قيل لهم تعالوا هلموا إلى حكم الله الذي أنزله في كتابه ، وإلى الرسول ليحكم بيننا رأيت المنافقين يصدون عنك ، يعني بذلك : يمتنعون من المصير إليك لتحكم بينهم ، ويمنعون من المصير إليك كذلك غيرهم " صدودا " .